الثلاثاء، 5 يوليو 2016

8-كيف تكونت الأجنحة ولِم نشأ الريش؟!

كيف تكونت الأجنحة ولِم نشأ الريش؟!

د/منى زيتون

الأحد 3 مايو ‏‏2015‏

http://www.arabpens.com/2015/05/blog-post_3.html

 

تعتبر فرضية تطور الطيور من الزواحف من أقدم فرضيات النظرية، فبعد نشر دارون كتابه "أصل الأنواع" 1859 ثم اكتشاف أولى حفريات الطائر العتيق الأركيوبتركس، والتي صنفت على أنها طائر، بدأ تلاعب عالم الأحياء الإنجليزي الشهير توماس هنري هكسلي -وكان من أشد المتحمسين لدارون- عندما ادعى أن الأركيوبتركس يشبه الديناصورات، ومن ثم فهذا الكائن ليس طائرًا حقيقيًا منقرضًا، وإنما هو الحلقة الانتقالية بين الطيور والزواحف. وبقي هذا التصور لدى أغلب التطوريين –رغم وجود تشكيكات حوله- حتى أوائل عقد التسعينيات من القرن العشرين.

وحاليًا يفترض التطوريون أن الطيور قد تطورت من بعض الديناصورات ذوات الأقدام التي نشأت لها أجنحة مريشة feathered Dinosaurus، ثم نشأت طيور بدائية عتيقة، ارتفعت لأفق الطيور الحديثة.

ولأجل حبكة هذا السيناريو كان على التطوريين أن يبرروا الآتي:

·       كيفية تكون الأجنحة والريش في أسلاف الطيور المزعومة.

·       سبب نشأة الريش البدائي قبل أن يتطور إلى ريش حقيقي قادر على أداء وظيفته.

وبإمكاننا أن نقول إن التطوريين لم ينجحوا في العثور على نوعيات أحافير لتلك التي تكهنوا بأنها أصل الطيور، والتي تصدق على صحة الفرضية سواء من حيث عمر الحفريات التي يجب أن تكون أكبر عمرًا من عمر حفريات الطيور أو من خلال وجود بعض التراكيب التي يفترض وجودها في تلك الحفريات، ولا زالوا يأملون في العثور عليها في رسوبيات لم يتم اكتشافها بعد، فإن لم تتوفر حفريات حقيقية فلهم باع كبير في تزوير الحفريات لإثبات ما يدّعون، كما سنرى عند شرح حفريات ديناصورات الصين المجنحة.

وبناءً عليه فهناك علماء متخصصون أشهرهم ألان فيدوتشيا Alan Feduccia الأستاذ والرئيس السابق لعلم الأحياء في جامعة نورث كارولينا Feduccia, professor and former chair of biology at UNC –هو عالم تطوري وليس مسيحيًا ولا متدينًا بأي ديانة سماوية- يقرر في مقالات كثيرة منشورة له في دوريات علمية متخصصة في علم الطيور أن فكرة تطور الطيور من الديناصورات هي فكرة مستبعدة تمامًا؛ إذ إنه عند فحص هيكل عظمي لدجاجة وآخر لديناصور من خلال منظار ثنائي سيبدو الهيكلان متشابهين، ولكن بفحصهما فحصًا دقيقًا ستتكشف فروق كثيرة.

“If one views a chicken skeleton and a dinosaur skeleton through binoculars they appear similar, but close and detailed examination reveals many differences, Feduccia said.”

https://www.sciencedaily.com/releases/2002/08/020815072053.htm

كما دون فيدوتشيا ذلك الرأي الرافض لتطور الطيور من الديناصورات في كتابه "أصل وتطور الطيور"، واعتبره استسهالًا لإجابة سؤال معقد لم يُحل بعد. ورفض اعتبار الأركيوبتركس حلقة انتقالية بين الديناصورات والطيور، واعتبره طائرًا مكتملًا.

Mayr, E. (1997), "Review of The Origin and Evolution of Birds by Alan Feduccia (Yale University Press, 1996)",  American Zoologist, 37: 210–211

ووفقًا لفيدوتشيا: "إذا لم تأتِ الطيور من ذوات الأقدام، فإن هذا يترك فجوة زمنية كبيرة حيث لا يوجد أساسًا توثيق أحفوري لنوع الديناصورات أو الزواحف الأخرى التي تطورت منها الطيور"

“If birds didn't come from theropods, this does leave a rather large time-gap where there is essentially no fossil documentation of exactly what sort of dinos or other reptiles from which birds would have evolved.”

http://www.ideacenter.org/contentmgr/showdetails.php/id/1275

ومن هؤلاء العلماء التطوريين أيضًا الرافضين تمامًا لفكرة تطور الطيور من الديناصورات ستورز أولسون رئيس علم الطيور في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن العاصمة Storrs Olson, head of ornithology at the National Museum of Natural History in Washington DC  الذي تزعم الرؤية بأن الطيور تطورت بشكل منفصل عن الديناصورات. ورفض التحليل الوراثي الذي استخدمه بعض العلماء لبناء روابط تطورية بين الطيور والديناصورات على أساس الخصائص المشتركة. وفي اجتماع علمي استضافه معهد بكين لعلم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم (IVPP) في شهر يونيو من عام 2000 ارتدى أولسون والعلماء المتفقون معه شارات تقول "الطيور ليست ديناصورات" “Birds are Not Dinosaurs”.

وكذلك العلماء المشهورون لاري مارتن   L.D.Martin عالم الحفريات بجامعة كانساس، و J.D.Stewart، و K.N.Whetstone ، و ج. ريتشارد هينشليف J. Richard Hinchliffe من معهد العلوم البيولوجية بجامعة ويلز، كلهم لهم دراسات استدلوا من خلالها على استحالة أن يكون الثيروبود هو سلف الأركيوبتركس والطيور الحديثة.

وخلاصة القول إن تطور الطيور هو واحد من المناطق الأكثر إثارة للجدل في علم المتحجرات التطوري، وتُعقد الاجتماعات والمؤتمرات العلمية لمناقشته. وعلى سبيل المثال يمكن الرجوع للمقال التالي على موقع مجلة الطبيعة Nature، والذي يلخص لما دار من نقاشات في أحدها:

http://www.nature.com/nature/journal/v405/n6790/full/405992a0.html

وعلى سبيل المثال فإن الطيور الجواثم ‏Passeriformes‏ (العصافير) التي تعرف بطيور الحدائق والتي تتلبد بالأرض وتلزم ‏مكانها ونراها عادة في المروج الخضر هي رتبة ضخمة ينتمي إليها أكثر من نصف أنواع الطيور، هذه ‏الجواثم تتوزع في كل قارات العالم فنجدها في قارات العالم القديم ونجد بعضها في الأمريكتين وبعضها في أستراليا وبعضها الآخر في نيوزيلندا، ‏وتتشابه مورفولوجيًا وسلوكيًا، رغم عدم تقاربها الوراثي على شجرة التطور، ولم يجد التطوريون سبيلًا إلى ‏تصنيفها سوى التطور المتقارب، وهي الفرضية نفسها التي اختلقوها لتفسير وجود الثدييات الجرابية في أستراليا الشبيهة بالثدييات المشيمية في بقية قارات العالم.‏

كيف نشأت وظيفة الطيران في أسلاف الطيور؟

منذ عرض دارون نظريته، ثم اكتشاف الأركيوبتركس نشأت فرضية تطور الطيور من الزواحف، وتساءل علماء الحيوان: كيف استطاع حيوان زاحف يعيش على البر أن يطور وظيفة الطيران؟!

ومن أواخر القرن التاسع عشر قدم التطوريون سيناريوهين تخيليين رئيسيين لبداية تكون الأجنحة والريش في الزواحف أسلاف الطيور، وهما أشبه بسيناريوهات أفلام كارتون الأطفال، أو ربما استعارهما التطوريون بالفعل من رسامي والت ديزني. ومهما حاولوا من إدخال تعديلات عليهما يبقيان هما أساس النقاش الدائر.

السيناريو الأول: هو نظرية "العدو السريع" Cursorial Theory 

يعتبر هذا النموذج أقدم النماذج التي وُضعت لتفسير آلية تحليق الطيور، وقد اقترحه صامويل ويستون في عام 1879.

وقد أدخل التطوريون المبكرون الأركيوبتركس في فرضياتهم في هذا النموذج، باعتباره الحلقة الانتقالية التي يدعيها التطوريون بين الزواحف والطيور، وهو وفقًا لهذا النموذج طائر أرضي بدائي قادر على الطيران من الأرض لأعلى.

وتؤكد هذه النظرية منذ عقود أن الديناصورات تحولت إلى طيور (تحول الذراع الأمامي لها إلى جناح) من خلال العدو السريع للطيران من الأرض إلى الجو مثل الطائرة قبل الإقلاع! من ثم فالطيران تطور من عدو الديناصورات على القدمين أولًا، ثم عبر سلسلة من القفزات القصيرة بذراعين مفتوحين أثناء محاولة الإمساك بالفرائس، ثم حصلوا على السرعة اللازمة للطيران، ثم استخدم الجناحان لتحقيق التوازن.

كما وضع بعضهم فرضية العدو المنحدر باستخدام الجناح، وتقول إن أجنحة الطيور نشأت من طفرات في الأطراف الأمامية، وطورت وظيفة الطيران نتيجة لحاجة الطيور إلى العدو السريع لأعلى المنحدرات الحادة للغاية كجذوع الأشجار، للهرب من الحيوانات المفترسة.

ويعتمدون في شرح ما يدعم هذه النظرية على رفرفة الطيور التي لا تطير وقفزاتها الهوائية لأعلى كطائر الحجلة chukar partridge، وكلنا يعرف الدجاج ونعرف أنه لا يطير بل يرفرف، وقد تمكنه الرفرفة من الوصول إلى أغصان الأشجار في بعض مواقف الهروب، وهذا في حد ذاته يدل على أن الأجنحة ليست عضوًا زائدًا فيه كما يزعم التطوريون.

السيناريو الثاني: هو النظرية "الشجرية" Arboreal Theory

وضعها أوثنييل تشارلز مارش عام 1880. وافترض أن أركيوبتركس كان طائرًا زاحفًا يقفز من شجرة إلى أخرى، ويستخدم جناحيه لتوليد آلية التوازن بعد أن يقفز. ومن هنا بدأ استخدام الأجنحة ونشأت وظيفة الطيران.

http://creation.com/which-came-first-the-dino-or-the-bird

ولكن التطوريين المعاصرين يتحدثون عن ديناصورات ثيروبودية عاشت على الأشجار –ولوجزئيًا-، ويتزلقون تزلقًا هوائيًا بين الأشجار أو من الأشجار إلى الأرض، للهرب من المفترسين أو البحث عن الطعام.

كما يمثلون ببعض الحيوانات غير الطيرية كالسناجب الطائرة التي تتزلق من الأشجار ولها أغشية جلدية تربط بين الأطراف الأمامية والجذع تشكل جناحًا زائفًا يمكنها من الطيران.

وهناك فرضية حديثة تجمع بين الفرضيتين وتقول بأن تطور الأجنحة حدث عند احتياج الحيوان للعدو السريع فوق الأشجار!

ويبقى كلا سيناريوهي والت ديزني مفتقدًا للمنطقية وتكتنفه معضلات تفسيرية، والطريف أن قادة المجموعتين المرجحتين لكل سيناريو منهما تطوعوا بتقديم انتقادات قوية للغاية بل وقاسية في بعض الأحيان لتسفيه السيناريو الآخر.



وحقيقة فإن محاولة تخيل كيف نشأت الأجنحة لتلك الأسلاف كي ترفرف بها بعد ذلك هي أمر مضحك، فما بالنا بقراءة ما يكتبه كل فريق لتدعيم قصتهم أو تسفيه القصة الأخرى.

 

 

 

 

 

 وقد قرأت مرة محاولة مضحكة لتفسير التطوريين لنشوء الأجنحة حيث ادعوا أن الأجنحة ظهرت أثناء محاولة الديناصورات اصطياد الذباب! وأتمنى أن تكون الديناصورات حين طارت استطاعت أن تلحق بالذباب!

ومن أهم ما يخلقه الاختلاف حول النظريتين من إشكاليات أن السلف المتطلب للطيور وفقًا لأي منهما يختلف تمامًا عن الآخر. فوفقًا لنظرية العدو فسلف الطيور هو من الديناصورات التي تعدو على قدمين، أما النظرية الشجرية فيلزمها سلف زاحف أشبه بالسحالي يتحرك على أربع ما مكنه من تسلق الأشجار زحفًا.

والزواحف الرباعية سبقت الأركيوبتركس زمنيًا بكثير، بينما ذكرنا أن الديناصورات ذوات الأقدام ظهرت في السجل الأحفوري بعد الأركيوبتركس! ومن ثم فهي لا تصلح أن تكون سلفًا له، ومع ذلك فالتطوريون يفترضونها أسلافًا للطيور لأن هناك تشابهًا في البنية في بعض الخصائص بين المجموعتين، وذلك وفقًا للتصنيف التفرعي ‏cladistics؛ وهو مقاربة للتصنيف الأحيائي تُبنى فيه العلاقات الافتراضيّة على السمات المشتركة بغض النظر عن أعمار الأحافير أو نتائج البيولوجيا الجزيئية.

لِم نشأ الريش البدائي؟!

توجد معضلة كبيرة لا تستطيع نظرية التطور تفسيرها، وهي أن كل تغير من التغيرات الواسعة بين الزواحف والطيور –وفقًا لمزاعم التطوريين- لا يمكن أن يكون تم بضربة واحدة، وأن التغيرات قبل أن تصل لصورتها النهائية لم تكن لها فائدة للكائن؛ فلماذا استبقاها الانتخاب الطبيعي؟!

وهذا الاعتراض قديم قدم النظرية فهو من النقود التي اُعترض بها على النظرية في عصر دارون، للتشكيك في وجود هذا الانتخاب الطبيعي. فقال علماء الحيوان: فيم يُستعمل نصف جناح؟ ولماذا نشأ الريش قبل أن تنشأ وظيفة الطيران؟! وفيم كان يُستخدم؟!

فإن قبلنا أن الانتخاب الطبيعي يمكن أن يفسر -من الناحية النظرية- استبقاء التغيرات التكيفية النافعة فهو غير قادر على تفسير استبقاء المراحل الأولية لنشوء هذه التكيفات، فما الذي يبرر استبقاء المراحل الأولية التي لم تظهر على إثرها صفات تفيد النوع الحي؟! كما أن هذا لا يتماشى مع العشوائية التي يفترض التطوريون أن التغيرات المزعومة قد حدثت بها.

ولأن الريش هو أعقد بنية على الإطلاق تنمو من جلد الفقاريات، فيكون لزامًا على التطوريين إعطاء تبرير وتفسير للظروف التي نشأ لأجلها، خاصة بعد أن لم يعد الأركيوبتركس يصلح كسلف للطيور وادعى التطوريون وجود أسلاف من الديناصورات ذات الريش لم تكن تطير سلفًا للطيور الحديثة. فلم نشأ هذا التركيب المعقد على جلد بعض الزواحف؟!

والرد التطوري هو أنه قد ينشأ تغير ما لا يخدم الهدف الذي سينتهي إليه ولكن يخدم في اتجاه آخر، ثم يحدث تغير في وظيفة هذا التغير! أي أن الريش قد يكون نشأ في البداية لسبب آخر غير أداء وظيفة الطيران؛ ما جعل الانتخاب الطبيعي يستبقيه، ثم بعد أن تكون أصبح يؤدي وظيفة الطيران.

فما هي تلك الوظائف المحتملة للريش البدائي التي تم استبقاؤه في بداية تكونه لأجلها؟

1-العزل الحراري

يدّعي التطوريون أن ريش الطيور عندما نشأ لأول مرة كانت وظيفته العزل الحراري، ومن ثم استبقاه الانتخاب الطبيعي، ثم بعد ذلك صارت وظيفته الطيران! وهذا هو التبرير الرئيسي الذي يسوقه التطوريون عادة.

علمًا بأن هذه الفرضية ربما كانت تصلح –نوعًا ما- عندما كانوا يتحدثون عن الأركيوبتركس كطائر قديم منقرض افترضوا زورًا أنه كان غير قادر على الطيران ويعتبرونه سلف الطيور الحديثة، ولكن منذ عقود والتطوريين يتحدثون عن ديناصورات ذات ريش بدائي لا تطير كسلف أقدم للطيور الحديثة، وعليه فالريش قد ظهر لأول مرة لدى بعض الديناصورات، وهي من الزواحف، والزواحف باردة الدماء كما نعلم، فعن أي عزل حراري يتحدثون؟!

وبالنسبة للطيور القديمة فهذا ليس تغيرًا في الوظيفة، فكأنهم افترضوا أن الريش لا يؤدي للطيور سوى وظيفة الطيران، بينما الريش وظيفته الأساسية لكل الطيور –التي تطير ولا تطير- هو العزل الحراري للاحتفاظ بدرجة حرارة الجسم لأن الطيور من ذوات الدم الحار، إضافة إلى وظائف أخرى مثل: منع وصول الماء، والتمويه، والدفاع، ومن ثم ينبغي أن يكون السؤال على النحو الآتي:

عندما نشأ ذلك الشكل البدائي المزعوم من الريش ولم يكن بالطبع في مراحله الأولية قادرًا على تأدية وظيفتيَ العزل الحراري ولا الطيران ولا أي وظيفة أخرى من الوظائف المعروفة لريش الطيور لماذا استبقاه الانتخاب الطبيعي وسمح له بأن يراكم التغيرات في تلك الصفة وصولًا لتكون ريش الطيور على النحو الموجود في الطيور الحديثة؟!

ووفقًا لفيدوتشيا: "تتطلب فرضية تطور الثيروبود إلى الطيور أن الطيور تطورت للطيران من الألف إلى الياء. إذا كان لدى Caudipteryx ريش ولكن ليس للطيران، فإن فيدوتشيا يجد هذا التفسير ضعيفًا للغاية. ببساطة، يقول أنصار الأرض –أنصار نظرية العدو السريع- إن الريش تم تكييفه مسبقًا للطيران ولكنه تطور في الأصل للعزل. هذا سخيف لأن الريش مناسب تمامًا للطيران، كما أن إنتاجه مكلف للغاية. إذا كان العزل هو كل ما هو مطلوب، لكان الشعر قد أدى المهمة على ما يرام ولن يكون باهظ التكلفة تقريبًا. إن القول بأن الريش تطور للعزل يجهد المصداقية".

“the theropod --> bird hypothesis requires that birds evolved flight from the ground-up. If Caudipteryx has feathers but not for flight, Feduccia finds this explanation quite tenuous. Put simply, ground-up proponents say feathers were pre-adapted for flight but evolved originally for insulation. This is silly because feathers are perfectly suited for flight, and very energetically costly to produce. If insulation was all that was needed, hair would have done the job just fine and would NOT have been nearly so costly. It strains credibility to say feathers evolved for insulation.”

http://www.ideacenter.org/contentmgr/showdetails.php/id/1275

2- الانزلاق –أو التزلق- الهوائي

مثال آخر يعرضه التطوريون لما يمكن أن يكون هذا الريش البدائي المزعوم قد أداه كوظيفة للطائر غير المكتمل في أثناء تطوره، وهو أنه أعطاه القدرة على الانزلاق –أو التزلق- الهوائي كما هو الحال في السناجب الطائرة وحيوان الكولوجو علمًا بأن السناجب والكولوجو ليس لها ريش! ومن ثم يُفترض كي يكون مثال وظيفة الريش البدائي صحيحًا ودقيقًا أن يكون لتلك الحيوانات التي يمثَلون بها ريش بدائي.

والمغالطة المنطقية المصاحبة للمثال هي ادعاء التطوريين أنه ينبغي ألا نحصر أذهاننا في نموذج الطيران التام! والسؤال هنا هل نحن نتحدث عن الوظيفة أم التركيب؟!

أعتقد أن محور الحديث هو نشأة التركيب (الريش) في الطيور ليؤدي لها وظيفة (الطيران)، بينما يترك التطوريون البحث في كيفية نشأة التركيب لإعطاء أمثلة للتدليل بها على إمكانية أداء الوظيفة لدى كائنات أخرى باستخدام تراكيب أخرى، وتلك التراكيب الأخرى بحد ذاتها يواجهها السؤال نفسه الذي يواجه نشأة الريش في الطيور. ويبقى السؤال بلا إجابة.

3-الانتخاب الجنسي

بعض علماء التطور يفسرون تميز بعض أجسام الحيوانات بألوان زاهية بأنه تحقيق للانتخاب الجنسي لضمان جذب الذكور للإناث. وقد كانت الصدمة كبيرة حين أوضحت الدراسات الحديثة أن عيون الكثير من هذه الحيوانات الملونة التي لا زالت في سجل الأحياء لا تميز الألوان أساسًا!

عامة، فيما يخص الديناصورات المنقرضة التي يفترضون أنها أصل الطيور فلا مجال لإثبات قدرتها على تمييز الألوان من عدمه، كما أنه لا مجال لإثبات إن كان لها ريش ملون أم لا، لكن تفقد حجة الانتخاب الجنسي على أساس الألوان قيمتها إزاء عدم وجود ما يدعمها بشكل متواتر في سجل الأحياء.

كما أنه لا يوجد دليل على تميز الذكور بتلك البنية الريشية دون الإناث، ولا يوجد تفسير لتكون الريش في الإناث طالما أنه لا يؤدي لها تلك الوظيفة المفترضة (الانتخاب الجنسي)، والحقيقة أنه بعد ثبوت تزوير كثير من حفريات الديناصورات ذات الريش –كما سنوضح بعد قليل- وعند الأخذ في الاعتبار أن ما تم اعتباره جناحًا بدائيًا صغيرًا للديناصورات ذوات الأقدام ليس مقنعًا خاصة لدى مقارنته بوزن هذه الديناصورات الثقيل للغاية، فقد أصبحت فكرة الديناصورات ذات الريش في حد ذاتها محل شك كبير.

وهناك معضلة تفسيرية أخرى تواجه تكون الريش، وهي تصور أنه كما لو كان تطور الريش حدث على مرحلتين فقط:

·       الأولى: مرحلة الريش البدائي، وهذا النوع من الريش لا يوجد عليه أي دليل من كائنات حية تكون قد استبقته ولم تطوره، كما لا يظهر في أي حفرية حقيقية، وحتى حفريات الديناصورات الصينية فإن ما حاولوا اعتباره ريشًا بدائيًا لم يكن مقنعًا للخبراء الذين فحصوه. وسنأتي على ذكرها بعد قليل.

·       الثانية: مرحلة الريش المتكامل التي أعطت الطائر القدرة على الطيران والاحتفاظ بدرجة حرارة الجسم.

ولكن هل يمكن أن يُتخيل تكون ذلك الريش البدائي –الذي لا يقوم عليه دليل حقيقي أساسًا- بضربة واحدة أم أنه هو تحديدًا من المفترض أن يكون نشأ عن سلسلة من التغيرات والطفرات، وبذا يبقى السؤال قائمًا: ما الذي جعل الانتخاب الطبيعي يستبقي تلك التغيرات التي ليس منها أي فائدة؟!

كما أن قضية تطور هذا الريش المزعوم تتضمن الكثير من الفرعيات التي تفشل في تفسيرها نظرية التطور، على سبيل المثال: لماذا صاحب نشوء الريش تغير ملحوظ في عظمة القص؟! ومن ثم تغير في العضلات الصدرية؟! وظهور الأجنحة، والتحام عظام الجمجمة وخفة العظام وجميع التغيرات في بنية الطائر التي تساعد في أداء وظيفة الطيران؟! فهذا لا يتماشى مع فرضية عشوائية حدوث التغيرات قبل أن يعمل الانتخاب الطبيعي على غربلتها، وهي الفرضية الأساسية في النظرية.

كما أننا لو جارينا التطوريين تنزلًا فإن تطور الطيور بحاجة للمزيد والمزيد من تقديم التفسيرات من جانبهم، ونظرة عابرة على التنوع الكبير بين كل نوع وآخر من أنواع الطيور في أشكال المناقير والأرجل وغيرها هي ذاتها بحاجة لتفسير يستحيل أن يوفره الانتخاب الطبيعي!