الجمعة، 22 يونيو 2018

151-إلى أبناء مبارك والإخوان: اتهدوا!


إلى أبناء مبارك والإخوان: اتهدوا!
لا للسيسي، ولا لمبارك، ولا لمرسي
د/منى زيتون
 الجمعة 22 يونيو 2018
السبت 23 يونيو 2018


لم يكن وقع الإعلان الأخير عن زيادة أسعار الوقود في مصر ثاني أيام عيد الفطر المبارك مثل باقي الزيادات التي أُعلن عنها الفترة الأخيرة، فكأن البنزين لم تشتعل أسعاره وحسب، إنما أشعل المصريين!
هكذا هم المصريون دائمًا. يبرطمون عند التخوف على السيادة، لكنهم لا يثورون فعليًا إلا عندما يُعض رغيفهم. كان هذا هو السيناريو الحادث في عام حكم مرسي، ويتكرر الآن مع اختلاف درجة الشدة في عهد السيسي.
زادت ثائرة المصريين على النظام الحاكم، وتصدر هاشتاج ارحل_يا_سيسي ليصل عدد مستخدميه إلى 6 ملايين على تويتر علمًا بأن أغلب المصريين يستخدمون الفيسبوك كوسيلة للتواصل الاجتماعي وليست لهم حسابات على تويتر.
تابعت كغيري منشورات الحملة الدائرة على الصفحات والمجموعات الثورية على الفيسبوك، ولاحظت أن السيل قد بلغ الزُبى هذه المرة، لدرجة الدعوة إلى عصيان مدني ومظاهرات يوم 30 يونيو القادم.
لكن، بينما الثوريون، ولأول مرة –وهو ما يُحسب لهم- يُصرون على ما يجمع لا ما يُفرِّق، ولم أقرأ بتاتًا اسم أي رمز من رموزهم يُطرح كبديل للسيسي. لم تكن الدعاوى الثورية وحيدة، بل ظهرت تلك المنشورات الكثيرة المدسوسة وسط منشورات الحملة من أبناء مبارك والإخوان. أبناء مبارك في منشوراتهم يدّعون أنه هو الرئيس الشرعي رغم تنحيه، ويقابلهم الإخوان بمنشورات تنادي بعودة مرسي بعد إسقاط السيسي باعتباره رئيسهم الشرعي، وكلا الطرفين يُسرف في مدح رئيسه ويكذب كذبًا وقاحًا، وكأن من عايشوا عهديهما قد فنوا فجاز لهم الكذب.
ذكرتها مرارًا أن المصريين عاطفيون، وتقييمهم للأمور لا علاقة له بالمنطق. يحبون بلا عقل، وتحجب المحبة عن عيونهم عيوب ومفاسد ومساوئ من يحبونهم. لا مبارك كان عهده خاليًا من الفساد، بل كان الفساد سبب ثورة الشعب عليه، حتى مع إقرارنا أنه قطرة في بحر فساد السيسي، ولا مرسي كان عمر بن عبد العزيز كما يحاول الإخوان تصويره، بل وليس مؤهلًا لحكم قرية، ولم يحظ بثقة المصريين بل نالها بالتزوير والرشاوى الانتخابية.
فإن أردنا أن تُكلل تلك المساعي والدعاوي للخلاص من السيسي بالنجاح، فعلى أبناء مبارك والإخوان أن يكفوا عن خداع أنفسهم قبل خداع جموع الشعب المصري؛ فمبارك وإن أحسن كثيرًا في إدارته لكثير من الملفات الخارجية إلا أنه أفسد الحال داخليًا، ولو استمر تصاعد نفوذ رجال الأعمال في عهده كما كان متوقعًا لوصلنا إلى وضع اقتصادي أكثر سوءًا من الوضع الذي تسبب في الثورة عليه. ومقارنة الفساد في عهده بالفساد المتعاظم في عهد السيسي لا ينفي فساده.
أما مرسي فقد عدم المزايا، رجل لا باع له ولا فهم في عسكرية ولا سياسة ولا اقتصاد، ويُراد له أن يحكم دولة بحجم وثقل مصر، ولا أفهم كيف يدافع عنه المتمسحون في الدين لأنه وجماعته وضعوا ملصق إسلامي بجانب أسمائهم، وليس لهم من الإسلام إلا اسمه.
مرة أخرى، مصر إن قدر لها الله الخلاص قريبًا من حكم السيسي فهي بحاجة إلى رئيس خبير في السياسة الدولية لأن أمامه ملفات كثيرة وصلت حد الخراب وعليه التعامل معها، كما ولا بد أن يكون له باع في الاقتصاد والإدارة؛ رجل يعرف كيف يدير دولة، لا أن يُلصق بجانب اسمه شعارات ثورية أو دينية، ويراها أتباعه كافية لنجاحه.
لا للسيسي، ولا لمبارك، ولا لمرسي.