الثلاثاء، 12 مارس 2019

176- التهرب من المواجهة!


التهرب من المواجهة!
د/منى زيتون
الثلاثاء 12 مارس 2019
الأربعاء 13 مارس 2019


استشارة:
كنت متزوجة لفترة قصيرة من رجل طيب القلب حنون وعطوف وكريم، انفصلت عنه منذ ستة أشهر، لأنه وإضافة إلى عدم تقديره لي فقد كنت أشك أنه يتلاعب مع أُخريات، رغم أنني جميلة ومحترمة، والجميع يحسده عليّ.
بعد الانفصال بثلاثة شهور، لم يفكر فيها أن يخطو أي خطوة للاعتذار وإصلاح العلاقة، علمت أنه يتودد إلى أُخريات، ثم التقينا صدفة منذ شهر، وواجهته بأنني أعرف بتصرفاته خلال فترة انفصالنا، والعجيب أنه لم ينكر، رغم إظهاره التودد الشديد إليّ أثناء اللقاء!
كما أشعرني كأنه متأكد من أنني أحبه ويظن أنني لن أتزوج غيره، وأنه يمكن أن يعود في أي وقت وسيجدني ماكثة في انتظاره! وعليها فهو ليس متعجلًا في طلب العودة، بل وربما كان مستمتعًا بفترة الانفصال كي تزوغ عيناه بلا رقيب.
بدا لي أيضًا أنه يتصور أن ما قاله في حوار الصدفة هذا كافٍ من جهته، وأن عليّ أنا اتخاذ الخطوة التالية كي يصلح العلاقة، لأن كبرياءه يمنعه من التقرب مني ما لم يتأكد أولًا أنني موافقة!
وأشد ما يحزنني في الأمر أنني أشعر أنه يتعامل معي كخيار ضمن خيارات متاحة، وهو ما يعني أنه لا يحبني حبًا حقيقيًا كما كنت أظن.
كل ما سبق يكفي لأخلعه نهائيًا من رأسي، لكنني في ذات الوقت، على يقين أن هناك من أصدقائه وأقاربه من يملأون رأسه بكثير من السوء عني، وهو إنسان طيب القلب، ولطيبته الزائدة يظن أن الناس ينصحون له بالخير، وليس فيهم خادع غير أمين. وأثق أن هؤلاء يحركون كبرياءه في الاتجاه الذي يؤدي إلى قطع علاقته بي، ويمنعونه من اتخاذ أي خطوة قد تصلحها، وهم من يحثونه على أن يخطو نحو امرأة أخرى. وربما كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أشك أنني مخطئة، وأنني أسمح لهؤلاء الحثالة بالتلاعب بحياتي وأقف متفرجة.
ولن أخفي عليكِ الأمر، فهناك من يحاول التقرب مني ويحاول عرض الزواج، ولكني لا زلت أصده، ولا أتيح له الفرصة، لأنني لا أريد أن أكون ممن ينه عن خلقٍ ويأتي مثله.
فهل أنا مخطئة؟ وهل هناك ما يتوجب عليّ فعله في علاقتي بطليقي؟ أم أن الحق معي في الابتعاد؟ وهل أبدأ التفكير في عرض الزواج المقدم لي؟
*************
قلت:
طليقك، وبالرغم من أنني أعرف أن عينيه زائغتان وليستا مستقرتين في رأسه، إلا أنه يحبك، وأراه يتلاعب لسبب آخر، وهو لأجل عدم مواجهة نفسه وعدم مواجهتك؛ فهو يتهرب من مواجهة مشكلات الماضي، ولا يدرك أنه يسير في طريق وعرة، ويتهرب من إصلاح خطأ ليقع في خطأ أكبر، ومعارفه هؤلاء الذين يوجهونه نحو غيرك قد يفلحون معه، ما دمتي لا تفعلين شيئًا، وما دام هو على هذه الدرجة من إحسان الظن بهم مع سوء خلقهم.
دائمًا أقول إن هناك عوامل تتراكب معًا تؤدي إلى خسارة الطيبين فرصهم الحقيقية في الحياة أكثر من غيرهم، وأهمها تلك الطيبة الزائدة وإحسان الظن الزائد بأناس يبثون الشكوك في نفوسهم تجاه ما فيه نفعهم، ويُحسِّنون إليهم ما فيه ضررهم، ويحركون كبرياءهم نحو الاتجاه الذي يؤدي إلى خسارتهم! إلى درجة أنهم يتركون ما يقودهم الحدس إليه. ولو أحسنوا اختيار المقربين منهم وموضع مشورتهم لأفلحوا.

والعامل الثاني بعد الطيبة الذي يؤدي لإضاعة هؤلاء لفرصهم الثمينة في الحياة، هي الكبرياء الزائفة، والتي لولاها لما صعب عليه التقرب منكِ مرة أخرى، وإعادة المياه إلى مجاريها، إلى درجة تفكيره في الاقتران بأخريات بعد شهور من طلاقكما، بدلًا من أن يتوجه جهده إلى إصلاح علاقتكما، بل سعى سريعًا نحو غيرك، رغم أن جميع من يعرفكما يعلمون كم يحبك، وأنه لا وجه للمقارنة بينك وبين أي ممن يقربهن إليه الخبثاء في محيطه.

هناك أيضًا إشكالية المفاهيم التي توجد في عقل كل منكما عن فترة ما قبل الزواج، فكل منكما يتحدث لغة غير الآخر، أنت تهتمين بالعادات والتقاليد، وتضعين حدودًا مع الرجال الغرباء، وتعتبرينه غريبًا عنكِ الآن، وهو يستمتع كثيرًا بالحب والرومانسية خارج إطار الزواج، وهذا يسهل على الخبثاء فكرة إقناعه بالتقرب لغيرك، ممن لا تُقارن بكِ، لأنها تتلهى معه، والعاقل ينتقي لنفسه الزوجة الصالحة المحترمة، لأن اللهو في النهاية سيكون من نصيبه بعد الزواج، لكن هناك من يتعجله!
يذكرني هذا بمثل كانت جدتي رحمها الله تقوله، وهو: "اللي يتبتر على الهانم، يمسح جوخ لمسّاحة السلالم"؛ فبينما يخشى على كرامته الانجراح عند التعامل مع كوامل النساء، نجده يتبذل مع من لا تصلن معشار قيمتهن. والأمر أشبه بمن يواجه سورًا مرتفعًا، يعلم أن وراءه مرجًا أخضر. إذًا هناك خطوة واحدة تفصله عن السعادة، وهي اكتساب الشجاعة اللازمة لتخطي السور، لأنه ما لم يكتسب تلك الشجاعة لن يصل المرج. فإما أن يقرر أن الهدف يستحق فيبادر ويخطو ويصل، وإما أن يرضى بما هو أقل مؤثرًا ما تصوره الراحة. ومن لا يقدر قيمة الماس ويسعى إليه، يستحق الزجاج.

لكن أيضًا علينا ألا ننسى أن الثقة إذا جُرحت مرة فمن الصعب التئامها، فكيف الحال والجرح يتجدد بينكما قبل أن يلتئم سابقه؟!
وللحق فأنا أرى أن إعادة بناء الثقة في مثل هذه العلاقة أمر صعب، إلا إن ظهر أن من وشى به إليكِ كاذب، وأنتِ تقولين أنكِ تصدقين الواشي، كما أنه هو ذاته لم ينفِ عن نفسه عندما تقابلتما! ولكن ربما يُحل الإشكال إن جلستما وتحدثتما سويًا، وعندها قد تجدي ما تعذرينه عليه، ولا حل بغير ذلك، وهذا ما عليكما فعله.
ومن المهم أن تدركي أن إعادة بناء الثقة تقوم بالأساس على التركيز على الحاضر والمستقبل، وإغلاق صفحة الماضي نهائيًا، وبناء العلاقة من جديد، فما لم تتعافيا من جروح الماضي لن تتقدما للمستقبل. وهذا كي يحدث يلزم ألّا يرم الجرح على فساد؛ بمعنى أن الطرف المخطئ يلزمه ترضية الطرف الآخر، كما أن على الطرف الثاني أن يكون ناضجًا انفعاليًا، وبعد أن يتفقا أن هذا الملف لن يُفتح طالما قررا فتح صفحة جديدة بينهما، لا يعيد التذكير به.

بخصوص عرض الزواج المقدم إليكِ، أرى أن عليكِ أن تؤجلي بحث هذا الأمر، ولا تفكري فيه قبل أن تقرري إغلاق صفحة زواجك السابق نهائيًا إن لم تُوجد فرصة للصلح، فالعاقل تكون قراراته في الحياة أفعالًا وليس ردود أفعال. لا تتزوجي لإغاظة طليقك، وإلا فلا فرق بينك وبينه، وكلاكما يتهرب من إصلاح خطأ فيرتكب خطأ أكبر.

الأربعاء، 6 مارس 2019

175- اغتنم فرصك في الحياة


اغتنم فرصك في الحياة!
د/ منى زيتون
الأربعاء 6 مارس 2019
الخميس 7 مارس 2019
http://www.almothaqaf.com/a/qadaya2019/935140

منذ شهور اتصلت بي إحدى صديقاتي طلبًا للمشورة في أمورها العملية والأسرية. هذه الصديقة تعمل معلمة. ربما لا أتذكر التفاصيل بدقة، ولكن مضمون الموقف أنه كان معروضًا عليها عرض عمل أفضل في مدرسة أخرى غير التي تعمل بها، وزوجها أيضًا كان لديه عرض عمل أفضل في مكان آخر غير محل عمله، وبعيد عن المدرسة الجديدة التي عُرض العمل فيها على زوجته، ولديهما بنتان صغيرتان في المرحلة الابتدائية. وكانت صديقتي متحيرة؛ تحاول أن توازن الأمور بين قبولها وقبول زوجها لفرصتي العمل الجديدتين، أو قبول أحدهما لفرصته، ونقل الصغيرتين إلى هذه المدرسة أو تلك في حال كان الخيار كذا أو كذا أو ربما كذا!
بعد أن استمعت إليها أدركت أن جذر المشكلة، الذي يشوش عليها اتخاذ القرار، لا يكمن في أن الأفضل لها ليس هو الأفضل لزوجها، وإنما يكمن في ربطها غير المبرر لمحل عملها ومحل عمل زوجها ومدرسة البنتين، وكأن حياتهما العملية والحياة الدراسية للبنتين كتلة واحدة غير قابلة للتجزئ، علمًا بأنه منطقيًا لا يلزم إلا ارتباط محل عمل أحدهما فقط بمدرسة البنتين الصغيرتين لتسهيل ذهابهما وإيابهما من المدرسة. بناءً عليه فالحل الأمثل أن يختار كل منها وزوجها فرصة العمل الأفضل له، ولتكن البنتان بالقرب من أيهما، فقط لكونهما صغيرتين، ولو كانتا كبيرتين وبإمكانهما الاعتماد على نفسيهما لما كانت هناك حاجة لربطهما بأي من أمهما أو أبيهما.
حالة أخرى لبنتين توأمتين من قراباتي، لا تقطنان القاهرة، كلتيهما متفوقتين دراسيًا، إحداهن لها ميول فنية، وكانت تتمنى أن تلتحق بقسم العمارة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، والتي يُشترط لمن يقدم للالتحاق بها في تنسيق الجامعات أن يكون قد اجتاز اختبارًا للقدرات الخاصة بها، يكون موعده محددًا ضمن جدول اختبارات الشهادة الثانوية العامة. عند ملء أوراق التقدم لامتحان الشهادة الثانوية، همّت تلك البنت أن تطلب إجراء هذا الاختبار ضمن اختباراتها، ولكن شقيقتها التوأم تحننت وقالت لها: هل ستتركيني وتذهبي للقاهرة؟ فعدلت البنت الموهوبة عن تحقيق أمنيتها.
لكن التراجيديا لم تقف عند هذا الحد، وربما كان هناك درس أرادت لها الحياة أن تتعلمه، كي تكون أقوى في المستقبل، وأقدر على اتخاذ قراراتها بحيث لا تشرك فيها آخرين. ما حدث لاحقًا أنه بالرغم من حصول كلتيهما على مجموع درجات مرتفع للغاية في الامتحانات، إلا أن الشقيقة التي طلبت من توأمها عدم الذهاب للقاهرة وتركها، جاءتها فرصة للالتحاق بكلية طب القاهرة، ولم تفرط فيها، بينما الأخرى لم يسمح مجموعها بأن تكون مع شقيقتها في كلية الطب، ولا هي استطاعت الالتحاق بقسم العمارة الذي كانت تريده، رغم أن مجموع درجاتها أعلى من الحد الأدنى له بكثير، لأنها لم تدخل اختبار القدرات الخاص به!
وغيرهم كثيرون، هناك من نزعت من رأسها فكرة الزواج بشاب ممتاز كانت ترتاح إليه لأن أختها لم تردها أن تبتعد عنها وتسكن في مدينة أخرى، ثم جاءت لزوج شقيقتها فرصة عمل في خارج البلاد، وكانت تلك الشقيقة أول من شجع زوجها على قبولها، وسافرت معه. وهناك من حوّلت من كليتها الجامعية التي تعبت واجتهدت وذاكرت وسهرت الليالي لأجل الالتحاق بها لأن صديقاتها دخلن كلية أخرى، وأرادوها أن تكون معهن! لا تنصدم، وصدقني، فهذه حالات حقيقية قد حدثت بالفعل!
كثيرون أعرفهم تنازلوا عن فرص عادلة لهم في الحياة، أو أجّلوها، بسبب آخرين لم يروا مصلحتهم في تحقيق أصحاب الفرص لما يطمحون إليه، وطالبوهم بالتنازل عنها باسم الحب! وكثيرون من هؤلاء المطالبين لغيرهم بالتضحية لمّا جاءتهم فرص مماثلة لم يعبأوا بغيرهم، ولا أرى أن العيب فيهم، وإنما العيب فيمن يسمح لغيره بأن يُسيِّر حياته ويحرمه مما يريد. وهذا لا يعني أن نكون نحن الأنانيون فتكون خياراتنا مضرة بأحبابنا، لكن الأنانية الحقة نراها عندما يوهمنا الأنانيون أن سعادتنا تضر بهم! فلا تسمح لغيرك أن يجعلك تعيش دور الضحية، فقط عندما تُوجد التزامات أخلاقية من جهتك نحو الآخرين فكِّر فيهم، واجعلهم جزءًا من قرارك، كأن يكون هؤلاء الآخرين أب أو أم على الكِبر ترفض السفر للخارج لأجل رعايتهما، أو أبناء صغار تضعهم نصب عينيك عند اتخاذ قراراتك. أما إن كان الأمر بخلاف ذلك فلا تعر أحدًا اهتمامك، وتذكر أن هذا الذي تحرم نفسك من فرصك العادلة في الحياة لأجله، لو كان مكانك ما ربط نفسه بك، ولاختار الأصلح لنفسه.
تخلص من أي ارتباطات وهمية في عقلك تجعلك تتصور أن فلان أو علان من أهلك أو أصدقائك له علاقة بما تقرره بشأن نفسك؛ فنحن عندما نقيم في عقولنا تلك العلاقة الارتباطية الوهمية بيننا وبين الآخر، والتي لا أساس لها ولا أهمية، فإنها تضللنا، وتشوش قدرتنا على اتخاذ القرار الصحيح الذي فيه نفعنا. قرارك يخصك وحدك، فلِم تتخذه بناءً عليكما معًا؟!

الثلاثاء، 5 مارس 2019

174-دراسة حالة


دراسة حالة
د/ منى زيتون
الثلاثاء 5 مارس 2019

من الحالات التي بحثتها مؤخرًا، حالة رجل كان أبوه في صغره منشغلًا كثير الأسفار، فلم ينل حظًا كافيًا من حنان ومحبة ورعاية الأب، تجعله يتعلم بشكل عملي كيف يمكن للرجال أن يعبروا عن انفعالاتهم تجاه أحبتهم. إضافة إلى ذلك علّمه أبوه أن التعبير عن الانفعالات لا يليق بالرجال، فكان من البديهي أن يكتسب درجة عالية للغاية من الضبط الانفعالي.
هذا الرجل يحاول منذ فترة، التقرب إلى فتاة، هي تدرك أنه حقيقةً يقدرها تمامًا، ولها مكانة في قلبه، لأنه وبالرغم من اتساع دائرة معارفه، إلا أنه لا يُقرِّب إلا قلة من الناس، وهي منهم. ولكنه يسلك على نحو عجيب؛ يجعله –غالبًا- يبدو لها كرجل لعوب لا يأخذ علاقته بها بجدية، وهو لا يُدرك أنها تراه على هذا النحو، وقليلًا ما تنفلت منه مشاعره لتظهر قوية صادقة! والأعجب أنه يبدو خجولًا تارات أخرى! وهي لا تفهم كيف يكون شخص واحد خجولًا ولعوبًا؟!
كما أنه، وبالرغم من تقديره البادي لها، وكونه يراها شيئًا ثمينًا وفرصة حقيقية لا تتكرر، يبدو أنه غير واعٍ بأن عقله الباطن ربما كان يرفض هذه العلاقة، فهناك دلائل على وجود تأرجح داخله حول قبول العلاقة أو رفضها. يبدو ظاهريًا أن هذا لأسباب تتعلق بأسرته، كما أنني –ومن دلائل متجمعة لدي- أتشكك في أنه قد يكون مر بخبرة سيئة مع فتاة أخرى غير تلك الفتاة، لعبت دورًا في تخوفه غير الواعي وغير المبرر.
وأحيانًا تشعر الفتاة أن الأمر ليس تأرجحًا، وإنما هو يريد أن يعلقها –مخافة أن يفقدها- إلى حين ينتهي من بعض المشاكل التي لا تستطيع حتى اللحظة تحديد ماهيتها بدقة، لأنه شديد الغموض والتكتم، ولا يدرك أن غموضه وتكتمه هذين يسهمان في زيادة تشككها في أنه لعوب، لأن الرجل الجاد لا يسلك على هذا النحو، ولا يؤخر إعلان ارتباطه بإمرأة إلا من يريد أن يتلاعب أمام باقي النساء، وربما يخون!
من ثَم، تُوجد لدى هذا الرجل مشكلات، انفعالية وسلوكية، ولكل منها سبب يختلف عن الآخر، المشكلة الأولى هي الطريقة التي تظهر بها مشاعره، ما بين قوية صادقة، وهذا نادرًا، وباردة متحكمة، وهذا غالبًا، وسبب هذه المشكلة هي الدرجة المتطرفة في الضبط الانفعالي التي اكتسبها نتيجة للتنشئة الاجتماعية. بالرغم من ذلك فإن هذه المشاعر التي نادرًا ما تظهر –ولأنها تكون صادقة- فهي العلامة الوحيدة التي تنسف فرضية أنه متلاعب، أو تضعفها.
والمشكلة الثانية تكمن في المفاهيم الكامنة في عقله الباطن غير الواعي التي تسبب تأرجحه بشأن استمرار العلاقة، والذي يؤثر قطعًا على سلوكه تجاه الفتاة، ولذا فهو لا يخطو خطوات حقيقية في اتجاه تدعيم علاقته بها وتطويرها، رغم إدعائه عكس ذلك.
من ثَم، فإن المشكلة الكلية والأهم هي أنه حتى اللحظة، يرفض الاعتراف بوجود مشاكل؛ والنتيجة أنه يبقى ملتصقًا مكانه! أما هي فلأنها تحبه وتقدره، كما أنها تدرك مشاكله أكثر مما يدركها هو، فلا زال لديها بصيص أمل أن يزيد وعيه بتلك المشاكل، لأنها الخطوة الأولى ليتغلب عليها، ويبادر، ويخطو معها نحو السعادة.