الثلاثاء، 21 أبريل 2020

226- الفن ومشكلات المجتمع

الفن ومشكلات المجتمع

د/ منى زيتون

الثلاثاء 21 أبريل 2020

http://www.almothaqaf.com/a/qadaya2019/945566

مزيد الأحد 21 نوفمبر 2021

 

بسبب ما كان يمر به العالم من تداعيات فيرس كورونا في ذروة موجته الأولى سنة 2020م، تعالت في مصر مطالبات بوقف تصوير المسلسلات التليفزيونية المقرر عرضها في شهر رمضان في تلك السنة الكبيسة النحيسة، ثم قرأنا خبرًا عن وقف تصوير المسلسلات النظيرة التي يمولها التليفزيون التونسي، وتحويل الأموال المخصصة لها لدعم ميزانية وزارة الصحة التونسية.

ولم يكن لهذه الدعاوى صدى عند أولي الأمر، رغم أن هذه المسلسلات في مصر تتعرض لنقد شديد منذ سنوات من قطاعات المثقفين والبقية الباقية من الشعب المصري ممن يعنيهم الحفاظ على قيم المجتمع، بعد أن كادت تصبح تلك الأعمال الفنية فاقدة لكل قيمة، ولا تسهم بأي درجة في حل مشكلات المجتمع، بل أصبحت سببًا رئيسيًا في الانحدار الاجتماعي الذي ننزلق إليه بقفزات متسعة.

ذلك أن الفن الحقيقي هو الذي تستشعره جزءًا من واقعك، فتكاد تستشعر شخوصه شخوصًا حقيقية؛ كسي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة. وهو أيضًا الذي تعبر مواقفه عن واقعك المرير منه والمضحك؛ ومن منا لا يذكر شخصية الشيخ المنافق الذي يدعو الزوج إلى طلاق زوجته ليتزوجها العمدة في فيلم "الزوجة الثانية" قائلًا: "امضي يا أبو العلا، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"! نحن لا نفتأ نذكره كلما دعتنا الحاجة إلى ترديد الكلمة من باب السخرية "امضي يا أبو العلا"! كما ولا زال المصريون يتندرون على كل وعد لا مُد له فيسمونه "فنكوشًا"!

والفن الحقيقي أيضًا له قدرة على تغيير واقعك للأفضل؛ وقد اعتدنا أن نسمع أو نقرأ منذ كنا صغارًا عن أفلام سينمائية قديمة تسببت في تغيير قوانين أو سن أخرى، أو تعديل أوضاع بعض فئات المجتمع، فدور المُعلم الذي قام به نجيب الريحاني في فيلمه الشهير "غزل البنات" تسبب في إصدار الملك فاروق توجيهات بتحسين أحوال المعلمين المادية في المدارس غير الأميرية، وفيلم "جعلوني مجرمًا" تسبب في إلغاء السابقة الإجرامية الأولى من سجل المذنبين لمساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع بأن يجدوا عملًا شريفًا، وفيلم "كلمة شرف" تسبب في سن قانون يسمح بإعطاء المسجونين إذنًا بزيارة ذويهم خارج السجن في حالات إنسانية، وفيلم "أريد حلًا" تسبب في إلغاء تنفيذ حكم الطاعة على الزوجة بالإجبار عن طريق الشرطة، والذي كان يستغله أشباه الرجال في إذلال النساء وإعادتهن إلى عصمتهم رغمًا.

والأمثلة كثيرة عما أسهم فن السينما في القرن العشرين في حله من قضايا أو التنبيه عليه من مشكلات في المجتمع المصري. والشهادة أن السمين يفوق الغث بكثير، ما يجعلنا نتساءل عن قيمة ما يقدمه الفن وأهله الآن! بعد أن صار غريبًا عن المجتمع ولا يكاد يمثله ولا نرى أنفسنا فيه، بل لعله صار وسيلة رئيسية لتغيير المجتمع نحو الأسوأ!

ومن أكثر ما استرعى انتباهي في الآونة الأخيرة هو زيادة الهجوم على أحد رموز الانحدار الفني المعاصر، كونه تخصص في دور البلطجي في أعماله التي يؤدي فيها أدوار البطولة المطلقة، لأنه صار بطلًا يقلده المراهقون، فأصبح سببًا في نشر الشر في المجتمع، وقادني هذا إلى المقارنة بين ما يقدمه من أدوار للشر، وما كان يتم تقديمه من أدوار الشر في الأفلام القديمة.

فرغم أن الأفلام القديمة لم تخلُ من دور شرير الشاشة، لم تُعتبر يومًا سببًا في نشر الشرور في المجتمع، وهو ما استحال إليه الحال حين اختفى دور شرير الشاشة التقليدي من أفلام الفن العربي المعاصر، بعد أن كانت رسالة الفن هي التوعية بهذه الشرور وكيفية مواجهتها وتخطيها. فكيف كان دور الشرير توعية ضد الشر في عصر، وكيف صار ناشرًا للشر في عصر آخر!

والإجابة أن الفن الجيد لا يقف مع الشر؛ فكانت أغلب الأدوار الشريرة أدوارًا ثانوية رغم أن حبكة قصة العمل الفني قائمة عليها، ولم يكن يُسمح لمن يقوم بها بأداء دور البطولة؛ وعيًا من العاملين في الحقل الفني برغبة المراهقين في تقليد البطل ونسخ سلوكه، تلك الرغبة والتهيؤ التي تحدث عنها تفصيلًا عالم النفس الأمريكي الشهير ألبرت باندورا في نظريته عن التعلم الاجتماعي بالنمذجة. لم يكن يومًا الشرير هو البطل في أدبنا وفنوننا، ومنذ أن أصبح الشرير بطلًا انتشرت الشرور بأصنافها في المجتمع.

بل وكان من يقوم بدور الشرير وينجح فيه يبقى محصورًا في الغالب في تلك النوعية من الأدوار، كي لا ينفر المشاهد من أي دور طيب يقوم ببطولته أحد شريري الشاشة، وللممثل توفيق الدقن -الذي كان مشهورًا بأداء أدوار الشر- قصة شهيرة؛ حين استبعده المخرج العالمي مصطفى العقاد من دور لأحد الصحابة كان مرشحًا له في فيلم "الرسالة"، فقال له الدقن حين قابله بعد عرض الفيلم ومعرفته بسبب الاستبعاد: فلِم لم تعطني دور أحد كفار قريش، أم خفت على تدني صورة الكفار في نظر المشاهدين؟!

وأدوار الفنان فريد شوقي تعد مثالًا جيدًا في هذا الشأن؛ ففي بداياته في الأفلام القديمة جدًا كان يقوم بدور الشرير التقليدي كدور ثانوي، ولأنه أراد أن يقوم بدور البطل بعد ذلك كان لزامًا أن تحدث نقلة في أدواره، فصار فُتوة الناس الغلابة؛ كي لا يكون موصومًا بالترويج للشر.

وليس الأمر متعلقًا بالتحذير من الشر وحده، بل تمتد رسالة الفن الحقيقي حتى إلى الخطأ، فوظيفة الفن هي تهيئة وتحذير أفراد المجتمع باحتمال مواجهة صنوف المشكلات الممكنة في المجتمع في حياتهم الشخصية والمهنية، ومنعهم من الزلل والوقوع في الخطأ.

ونرى البطل حين يقع في الخطأ في الأفلام القديمة يُصرِّح بكونه أخطأ ويندم على خطئه، ولعل أشهر مثال يحضرني على ذلك قصة فيلم "أبي فوق الشجرة"؛ التي كانت في حقيقتها قصة زلل آدم وخروجه من الجنة بينما ظن أنه يدخلها، ثم ندمه وتوبته بعد ذلك؛ فحتى الأفلام التجارية قديمًا -التي تُعنى بإرضاء أذواق الجمهور، وقد تلقى نقدًا لاذعًا مستحقًا لأجل هذا- كانت كثير منها تحمل فكرًا وتسهم في تشكيل الوعي لدى أفراد المجتمع، وإن تم ذلك بطريقة غير مباشرة بمخاطبة اللا وعي!

ولإدراك غالب أهل الفن قديمًا لدورهم، فقد كان لوجود شخصية الشرير أو الشريرة -التي يتم تحقيرها عمدًا-، أو شخصية المخطئ -النادم على أفعاله- في أغلب القصص السينمائية دور توعوي بالمشاكل الاجتماعية التي تطرحها تلك القصص، ولمسنا أثر ذلك في قلة المشاكل الاجتماعية التي طرحتها تلك الأفلام في المجتمع، والعكس في عصرنا؛ حيث كاد يختفي دور الفن؛ فقلت التوعية وزاد انتشار المشاكل.

وكباحثة في المجال النفسي والاجتماعي، ومتخصصة في المقام الأول في إعطاء استشارات اجتماعية، كثيرًا ما أبحث عن المشكلات التي تتكرر أمامي في الحالات المعروضة عليّ فيما يقدمه أهل الفن فلا أجد في المحتوى الجديد منها شيئًا، في حين أنني كثيرًا ما أشاهد كثيرًا من هذه الحالات ماثلة في الأفلام القديمة، فهل تصور أهل الفن حديثًا أن هذه المشكلات الاجتماعية قد اختفت أو ندرت في المجتمع حتى لم تعد تظهر فيما يقدمونه؟!

ذات مرة كانت المشكلة التي أناقشها مع بعض الناس هي إشاعة تعرضت لها فتاة من شخص تافه لا وزن له بأنه على علاقة غرامية بها! وكان من الواضح أنه كاذب ولا دليل لديه إلا ما يدعيه، فحتى رقم تليفونها لم يكن لديه! ثم حدث موقف جعل المحيطون به يتشككون في كذبه، ولكن عقولهم لم تتقبل أن كل ما كان يحكيه هو محض كذب. ولم أجد أفضل من التشبيه بمثال الدور الذي لعبه الفنان يوسف شعبان في فيلم "معبودة الجماهير"، حين كان يكذب ويكذب ويدعي وجود علاقة بينه وبين البطلة، ولكن ما لبث كذبه أن انكشف عندما رأى الصحفيان -اللذان كانا في انتظار إعلان خبر الخطوبة- البطلة تخرج مع البطل من باب خلفي بعيدًا عن الأعين، ليكتشفا حجم الكذبة التي حيكت لهما وصدقاها. وكيف أن هذا الشرير بعد ذلك لم يهنأ له بال حتى أفسد ودمر علاقة البطلين في الفيلم؛ انتقامًا بعد أن فُضح كذبه.

وأذكر يومها أنني احتجت إلى جمع مزيد من الأدلة حتى تأكدت لهم براءة الفتاة، وكانت صعوبة تصديق المثال الذي طرحه الفيلم مصدرها أن قصة كهذه صارت قديمة ولا يُعقل حدوثها في عصرنا هذا! فلأن القصة لا يُناقش مثيلها في الفن المعاصر زال الوعي لدى الناس بإمكانية حدوث المشكلة!

بينما في الفن القديم يمكن أن نجد قصصًا ناقشت إدعاء وجود علاقات وهمية مع شخص بعينه ذي قيمة كبيرة للتباهي أو للمصلحة، كما في فيلم "معبودة الجماهير"، وفي مسرحية "العيال كبرت" كان الفنان الراحل يونس شلبي يقوم بدور عاطف الشاب صغير السن الذي كان يدعي أنه يحب النجمة سعاد حسني ويحدثها تليفونيًا عدة مرات يوميًا، وكانت أمه الساذجة تصدقه! ولمن لا يعلم فقد كان هذا تهكمًا منه في المسرحية على شخصية حقيقية عُرفت في السبعينييات من القرن العشرين باسم مجنون سعاد حسني.

كما كان يمكن أن يكون الإدعاء للتباهي في شكل إدعاء رجل لعلاقات متعددة لا أساس لها في الواقع مع نساء، وهو دور الشهريار المزيف، وأشهر الأعمال القديمة التي قدمته هو فيلم "غصن الزيتون" وقام فيه الفنان عمر الحريري بأداء دور الشهريار المزيف مدعي العلاقات، وأحيانًا يكون إدعاء العلاقات الزائفة مع شخص بعينه لأجل تخريب حياة الناس كراهية أو انتقامًا، أو لإبعاد شخص مميز عمن يدّعون علاقتهم العاطفية به، وهذه كلها إدعاءات تحدث لأغراض شخصية.

وهذه النوعيات من الأكاذيب في المجتمع لا تخص الرجال فقط، فكثيرًا ما تلجأ إليها النساء لتشويه الرجال أو النساء على السواء. وأعرف نساء كن سببًا في تشويه سمعة أزواجهن السابقين. وفي شهر أغسطس 2021 حدثت في مصر حادثة قتل شنيعة عُرفت باسم "جريمة قتل فتاة كفر الدوار"، وكانت الضحية فتاة شهد لها الجميع بطيب المعدن؛ كونها معروفة في العمل الخيري بمدينتها الصغيرة، أما الرأس المدبر والمخطط للجريمة ومنفذها الرئيسي فكانت فتاة صادقتها قبلها بسنوات قريبة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتعمقت الصلة بينهما. وكعادة المحللين لقضايانا الاجتماعية أجدهم لا ينتبهون لأهم ما ينبغي نقاشه وتحليله. وقد اجتهدت أن أعرف دوافع القاتلة وما فعلته قبل أن تقدم أخيرًا على القتل، وما فهمته من خلال كلمات متناثرة من هنا وهناك أن القاتلة رغم أنها أكثر جمالًا وغنى من القتيلة إلا أنها كانت تغير منها بسبب حب الناس لها وتقديرهم إياها، وإن كانت قد طلبت صداقتها في البداية مدعية أنها أعجبت بها لذلك إلا أن الحقيقة أنها أرادت الاقتراب من الضحية كالحية كي تفرغ أحقادها؛ فما لا يعرفه كثيرون أن القاتل بدافع الحقد لا يقتل ماديًا قبل أن يفشل أولًا في أن يقتل من يبغضه معنويًا، وأنها سعت لتشويه سمعة الضحية قبل قتلها، لكنها لم تجد أذنًا صاغية، فاعتقدت أن شفاء غل قلبها سيكون بقتلها. ولا زال أهل القاتلة ومحاموها يحاولون جاهدين اختلاق أسباب يشوهون بها القتيلة لعلها تخفف الحكم على ابنتهم المذنبة التي يملأ قلبها الحقد. وأتمنى أن أجد قريبًا أمثال هذه القصة في عمل درامي يناقش باحترافية دوافعها؛ فيهتم بإظهار مشاعر الكراهية التي تختفي خلف وجه القاتلة الجميل.

وهناك أيضًا في المجتمع من ينشر الأكاذيب عن الناس ويشهر بهم ابتزازًا، وندر أن نجد أمثالهم في الفن أو الأدب المعاصر. وفي بريد الجمعة بجريدة الأهرام، في عصره الذهبي -وقت أن كان يشرف عليه المرحوم الأستاذ عبد الوهاب مطاوع- أذكر قصة طويلة نشرها عن شاب فاسد أحب فتاة رائعة فائقة الجمال وعلى خلق، ولأنها رفضته صار يشهر بها وبسمعتها ليطرد عنها الخاطبين، ثم يعاود طلب خطبتها، حتى اضطرها أهلها لقبول زواجها منه لأنه الحل الوحيد –كما رأوه- لتنقية سمعتها وإعادتها كما كانت وكشف كذبه، ثم يطلقونها منه بعد إتمام الخطة!

وكثيرًا ما قابلتني مشكلات اجتماعية يقوم فيها أحد الأطراف بالتهديد بالتشهير بالطرف الآخر ترهيبًا؛ لضمان عدم مطالبتهم بميراثهم أو أي من حقوقهم، وغالبًا ما يلجأ لهذا النوع من التشهير الرجال لمنع النساء حقوقهن المالية في الميراث أو النفقة، أو لنقل حضانة الأبناء إليهم. وأذكر أن تلك القضية نوقشت بشكل عرضي في أحد الأدوار في مسلسل "ضمير أبلة حكمت" أواخر العقد التاسع من القرن الماضي، وكان من يتم التشهير بها معلمة ثانوي فاضلة، فأين الفن من أمثال هذه القضايا الآن؟!

ولا يمنع أن ناقش الفن قديمًا مشكلة إدعاء علاقات مع مسئولين ونافذين لأجل مصالح مهنية، كما كان الحال في الشخصية الشهيرة "علي بيه مظهر". وهي المشكلة التي لم تختفِ من المجتمع وإن اختفت حاليًا مما يقدمه أهل الفن.

والشيء المشترك بين كل هؤلاء الأدعياء والكذابين أنهم مرضى نفسيون، غير قادرين على مواجهة واقعهم الاجتماعي كما هو، والعمل على تغييره بشكل إيجابي. والحراك الاجتماعي والارتقاء في طبقات المجتمع وإعلاء الذكر بين الناس يمكن حدوثه، ولكن فرق كبير بين العصامي والمتسلق، وبين الراقي والحقير! وهو ما ينبغي تنبيه الناس إليه إن أراد أهل الفن أن يقدموا رسالة حقيقية ذات قيمة للمجتمع.

وينبغي أن نقرر أن مشكلات اجتماعية كالإدعاء ونشر الأكاذيب وتخريب حياة الناس وغيرها من أنواع وأشكال المكائد لم تكن لتحدث وينجح المفتري والكائد في تحقيق هدفه لولا وجود قطاع عريض من بيننا لا يعملون بالأمر القرآني الشهير ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ [الحجرات: 6]. آخذين في المقابل بالمثل الشهير "ساهية ووراها داهية"، و "اللي تحسبه موسى يطلع فرعون"، والمثل الأشهر "لا دخان بغير نار"، وإن كانت الحياة تخبرنا كثيرًا بقدرة كثير من البشر على نشر دخان وهمي ضبابي حول من يحقدون عليهم، والمشكلة الأكبر فيمن يستمع إليهم ويقبل قولهم، وكأن سوء الظن متوفر دائمًا لدى هؤلاء ولا مجال لإحسان الظن بأحد مهما كان منه من خير سابق. وصدق المثل الشعبي المصري "اتلم النتَّاش على الأهبل"!

ولكنني أيضًا أجزم أن التشنيع على الأبرياء لم يكن لينجح لو كان لدى الناس الوعي الكافي عنه؛ ذلك الوعي الذي أصبح شبه مفقود بسبب غياب رسالة الفن الحقيقي. والمشاكل الاجتماعية الناشئة عن الإدعاء والتشهير تكاد تكون اختفت أدوارها في الفن المعاصر، مثلما اختفى دور الشرير التقليدي الكريه، في الوقت الذي انتشرت فيه القصص التافهة التي تركز على دور البطل البلطجي، وهي شخصية سافرة الشر، ليس أفراد المجتمع في حاجة إلى التنبيه منها والتعريف بها، والأهم أن المعالجة التي تتم لها لا تجعل منها شخصية بغيضة، بل تدعو الشباب والمراهقين إلى تقليدها، وتزينها لهم.

وختامًا، فإن مشاكلنا الاجتماعية الحقيقية متعددة، وغياب الفن عن مناقشتها ومناقشته بدلًا عنها مشاكل غريبة وتقديمه نماذج معيبة هي المشكلة الأكبر.