الجمعة، 29 سبتمبر 2017

124-رسالة إلى الفريق شفيق

رسالة إلى الفريق شفيق
د/منى زيتون
الاثنين 22 يناير 2018
السلام عليكم
بدايةً أود أن أعبر عن سعادتي العظيمة بعودتك إلى أرض الوطن، ونعتذر لك –أنا وجميع أنصارك- عن تأخرنا في القدوم إليك، والترحيب بك، ولو استطعنا ما تأخرنا.
سيادة الفريق، اسمح لي –كواحدة من أنصارك- أن أتجرأ وأحدثك في أمر قرار انسحابك من السباق الانتخابي، ما أود قوله هو أنك رجل عسكري ومثلك يفهم ويعي جيدًا معنى كلمة الشرف. بالتالي فأنت تتصور أن ابتعادك عن الانتخابات فيه راحة لك، وأنه ابتعاد بالتبعية عن المنغصات والافتراءات التي يمكن أن تلاحقك طالما بقيت في حلبة السباق.
لكن ما لا يدركه المحترمون أن اللؤماء لا كلمة شرف لديهم، وأن تلويث الأشراف يشبع نفوسهم المريضة، وأن الديكتاتور يغيظه تمامًا أن يكون لغيره شعبية ومحبة. أنت تفكر بعقلك النظيف ونفسك المتسامحة، وغيرك لن يهدأ له بال حتى يعكر نظرة الناس إليك.
ثق تمامًا أن انسحابك لن يكون كافيًا لديه، وأنه سيعمل ما واتته الفرصة لتشويهك، بل لن يكتفي بالفرص السانحة وإنما سيخطط ويدبر مع أي منافق في دائرة معارفك لأجل القضاء على سمعتك.
وأستدل بأنه بعد إعلانك انسحابك بيومين، وفي مقال على الميدل إيست آي، ذكر ديفيد هيرست أن مصادر ادعت أنها مقربة منك قد أخبرته أنك قد تخليت عن مساعيك نحو الرئاسة المصرية بعد إخبارك أنه سيتم تلطيخ سمعتك بمزاعم الفساد –وهذه لا جديد فيها- لكن الأنكى أن ذكروا مزاعم عن سوء السلوك ‏الجنسي!
لا تقلق فأنصارك لم يصدقوا سفالاتهم التي قالوها عنك، وقد رددت في مقال مطول منشور وأبرزت سفههم. لكن أؤكد لك أن هذه لن تكون المرة الأخيرة، فكما أن من يبتز شخصًا لا يكتفي بمرة واحدة، فالدنيء الذي يكره الأشراف لا يسكت عنهم حتى لو ابتعدوا ولم يضروه بشيء. والحل الوحيد أن تتصرف كمحارب كما عهدناك، وأن تقصيه وتفقده قوة منصبه التي يحاربك باستخدامها.
لعل خبر الحملة الشعبية التي تجمع التوكيلات لك قد بلغك، كما بلغ النظام الحاكم الذي يحاول التشويش بكل السبل علينا، حتى إنه ومنذ مساء الأربعاء 17 يناير قد انتشر خبر مصدره جريدة الفجر بأن حملة الفريق شفيق ‏قررت مساندة الفريق عنان! واستغل الحزب –الذي ترأسه- هذا الخبر ليُكذِّب أن له معرفة بهؤلاء علمًا بأننا لم ‏ندع صلة بهم! كما لم ندع صلة أو تأييدًا للفريق عنان! وهم يعرفون جيدًا أننا نجمع توكيلات ‏لك لا لغيرك. لكن صياغة الخبر لم تهتم سوى بنفي علاقتهم بنا، وليس بنفي علاقة هؤلاء ‏الذين يُطلقون على أنفسهم مسمى "حملة شفيق" بعنان!
والغرض من الخبر أن يصلك أن أنصارك قد انفضوا عنك مرة ‏أخرى؛ فمرة صوّروا لك أننا صرنا أنصار السيسي، وأنك لست رجل المرحلة، والآن صرنا ‏أنصار عنان! ويعلم الله أننا لا نرى في غيرك أملًا للخروج بمصر مما هي فيه.‏
سيدي الفريق، لعل أسوأ شيء في العالم أن تتحول مزاياك إلى أسهل السُبل التي يستهدفك أعداؤك من خلالها. الكرامة وعزة النفس من مزاياك، لكن لو لم يكونوا متأكدين من ردة فعلك عندما تسمع أن أنصارك صاروا ‏يناصرون عنان ما أطلقوا تلك الكذبة ليوهموك للمرة الثانية أننا انفضضنا من حولك. نتمنى ألا تصدقهم هذه المرة أيضًا.
مرة أخرى أخبرك، وهذه نصيحة صادقة مني، لا تظن أنك ستريح رأسك بالخروج من الحلبة. أنا دكتورة في علم النفس وأفهم شخصيات الناس جيدًا، وأعرف كيف يفكر الحقراء.
القلوب الشجاعة هي التي تكتب التاريخ، وأنت صاحب قلب شجاع طالما كان طوع بنان مصر، ومصر تستحق منك ومنا أن نحاول.‏
عد إلى سباق الانتخابات مكرمًا، فأنت تحديدًا لا منصف يمكن أن يدعي أنك لاهث خلف منصب أو متشبث بكرسي، فلم يطلبه أحد بالعزة مثلما فعلت. بل أنت مطلوب له.
سيدي الفريق، لقد فاتني شرف أن أشارك في حملتك عام 2012 بسبب ظروف عملي وقتها في السعودية، ولكنني اليوم مكرسة لأي دور يُطلب مني، وأرجو أن تعتبرني –بل وتعتبر كل أفراد الحملة- جنودًا مجندة تحت قيادتك يمكنك الاعتماد عليها؛ فكلنا جنودك ووراؤك.
ابنة عمك

الشريفة د/منى زيتون