الجمعة، 25 يناير 2019

170-لو لم نكن حملانًا ما أكلتنا الذئاب


لو لم نكن حملانًا ما أكلتنا الذئاب
د/منى زيتون
الجمعة 25 يناير 2019
برغم محاولة التفاؤل بالعام الجديد، إلا أنني سُرعان ما اكتأبت بعد أيام من دخول يناير؛ فاستمرار تحرك الأوضاع إلى الأسوأ في مصر، وعدم قدرتنا على صنع تغيير –كجماعة وليس كأفراد- ليس بالأمر الهين.
في يناير تعاودني ذكرى محاولة التغيير التي قام بها الشعب في 2011، قبل أن تُسرق منه سريعًا على يد مجلس طنطاوي والإخوان، وفي يناير أيضًا أتذكر خيبة الأمل التي عانينا منها في مثل هذه الأيام من العام الماضي 2018، عندما أفسد السيسي المحاولة السلمية للتغيير عن طريق الانتخابات، وأفشل كل الجهود التي بُذلت لترشح أي مرشح حقيقي أمامه، ولم يقبل سوى بكومبارس!
كنت ممن لم يرض أن يكون المؤمن الضعيف، وانضممت لحملة جمع توكيلات للفريق شفيق، كي يترشح للرئاسة حتى بعد أن عدل عن الترشح، وحدث الكثير مما يمكن أن يُروى، وباءت المحاولة بالفشل.
لكن لو كنت أنا والمجموعة الصغيرة التي حاولت من الضعف بحيث لم يأبه بنا السيسي، ولم نتمكن من صنع تغيير على أرض الواقع، فماذا عن العالم من حولنا الذي تغافل قادته عن المهزلة الانتخابية التي حدثت في مصر؟! بدءًا من منع المرشحين من الترشح بطرق ملتوية مختلفة، وإجبار موظفي الدولة على عمل توكيلات للسيسي، و...... لم يصدر أي بيان رسمي من أي دولة كبرى أو صغرى تستنكر أي مما حدث في مصر!
حتى على المستوى البرلماني الدولي وجدنا صمت القبور! وبعد أن تفاءلنا بإعلان البرلمان الأوروبي أنه سيناقش مهزلة الانتخابات المصرية لم نسمع رجع الصدى!
اقتصر نقاش الأمر على الإعلام العالمي، الذي تمسخرت صحفه وبرامجه الهزلية على مهزلتنا.
ولم يكن هذا رد الفعل الاستعباطي الوحيد الذي صدر عن زعماء العالم الذي يسمونه الحر! تكرر مرة أخرى عندما استعبط زعماء العالم، ولم يصدر عنهم رد فعل محترم، يليق بالجريمة الشنعاء التي فعلها محمد بن سلمان بحق جمال خاشقجي! ثم سافر محمد بن سلمان، وحضر مؤتمرًا اقتصاديًا عالميًا ودعا إلى مؤتمر آخر في بلده بعد فعلته! ولا زال أردوغان يصارع وحده لأجل تدويل القضية، بينما ترامب يدعي أنه يصدق أن مجموعة من القتلة المارقين قتلوا الرجل دون تلقي أوامر من ولي العهد السعودي!
وفي نهاية العام أبى الفرنسيون إلا أن يعلمونا الفرق بيننا وبينهم، وأن لا أحد حتى رئيس الدولة المنتخب بشرعية وليس بالتزوير والاحتيال، بإمكانه أن يخطو خطوة تضر بمصالح الشعب وهم راضخون، على العكس مما يفعل أحفاد سحرة فرعون الذين لم يتوبوا عندنا!
كان أهم درس تعلمته في 2018 أن الحثالة الذين يحكمون العالم المتحضر لا يفرقون بتاتَا عن الحثالة التي تحكم شعوبنا المتخلفة، وإن كان هناك فرق فالفرق في الشعوب؛ الفرق تصنعه الشعوب؛ فشعوبهم هي التي تجبرهم على أن يعاملوهم بما يستحقون من احترام يليق بالبشر.